الوطنية الرخيصة

في بلدان الاستبداد تبتذل المفاهيم والمصطلحات وتوزّع بالمجّان وفق مزاج المتحكّمين في السلطة، وتنسج الصفات الكبرى على المقاس مثلما تخاط الدساتير والقوانين حيث لا قانون إلاّ رغبة صاحب السلطة وهواه، وبذلك يصبح الوطني هو كلّ من يواليه والخائن هو الذي يعارضه، فمن اختار مكانا في صفّ آخر غير صفّ المطبّلين سيكون بالضرورة خارجا عن الصفّ والإجماع الوطنيين في عيون جنود فيلق التزلّف ومن اغترّ بدعايتهم، وضاع في دروب الوطنيات الزائفة


وطن واحد ووطنيتان

وهذا بالتدقيق ما يحدث في المنطقة العربية حيث يكاد يصرخ كلّ حاكم كما صرخ لويس الرابع عشر: "أنا الدولة والدولة أنا"، والدولة هنا تعني الوطن والوطنية والانتماء وكلّ شيء يريده صاحب السلطان وأعوانه ومريدوه. 

لقد أصبح من اللازم أن يعاد ضبط المفاهيم المشتبهة وإرجاعها إلى أصولها لوقاية العقول من الانقياد إلى السرديات الرسمية الغارقة في الأحادية، وتحرير المصطلحات من الشوائب التي ما فتئت تشوّهها، وإخراج الأوصاف الدعائية من دائرة الاحتكار السّلطوي كي لا تبقى أداة في أيدي تجّار الوطنية الرخيصة، ذلك المفهوم الذي سيتناوله هذا المقال بالتقريض والنّقد وإعادة تصويبه بما يتّفق مع أدبيات السياسة وقواعد المنطق.

في سنة 1892 كتب الكاهن جيمس غيبونز مقالا في مجلة "أمريكا الشمالية" بعنوان "الوطنية والسياسة" بدأه بإعلان عدم اعتذاره على تقديم رأيه في قضايا السياسة بصفته كاهنا في الكنيسة الكاثوليكية قائلا: "حقوقي كمواطن لم تُنتقص أو تتقلّص بما لا يليق برجل دين مسيحي، والشخصية المقدسة التي أمارسها لا تُنقص من التزاماتي تجاه وطني، بل تزيدها"، واضعا بذلك المسؤولين السياسيين أمام حقيقة أنّ وطنيته غير قابلة للنقاش والمزايدات في الخطاب السياسي من جهة، ومبيّنا لأتباعه ومعارضيه مفهوم الوطنية كما يراها من منظوره كمواطن أمريكي يتساوى في الحقوق والواجبات مع جميع الأمريكيين مهما كانت مستوياتهم: "إنني لا أكتب فقط كرجل دين، بل كمواطن؛ ليس بروح حزبية، بل بروح وطنية؛ ليس دفاعًا عن أي حزب معين، بل دفاعًا عن حكومة نقية. هناك جانب أخلاقي لمعظم المسائل السياسية؛ وهدفي هنا هو النظر في الجانب الأخلاقي للسياسة، ومبادئ العدالة التي ينبغي تنظيمها بموجبها". لاحظ أيّها القارئ كيف ربط غيبونز بين الوطنية ومبادئ العدالة، احتفظ بالفكرة وتابع معي بقيّة المقال.

ومضى الكاهن الكاثوليكي يرسم مفهوم الوطنية ببراعة: "الوطنية Patriotism تعني حب الوطن، جذرها الكلمة اللاتينية patria، وهي كلمة غير مُتداولة في الإنجليزية. يُترجمها الفرنسيون حرفيًا إلى patrie، بينما تُترجمها الأعراق الأنجلوساكسونية والتوتونية حرفيًا إلى Fatherland أي الوطن الأم. يقول شيشرون: "الوطن الأم هو الوالد المشترك لنا جميعًا: إنه بيت الأب الممتد، والأسرة الممتدة إلى المدينة والإقليم والوطن. ولذلك، أصبح الوطن الأم والوطن مترادفين لدينا. يتألف الوطن بهذا المعنى من عنصرين: التربة نفسها والبشر الذين يعيشون عليها. نحن نحب التربة التي ينام فيها آباؤنا، الأرض التي ولدنا فيها، ونحب البشر الذين يشاركوننا تلك الأرض كأبناء وطن".

إذن، فالوطنية في البدء شعور، وهي حسبه غريزة عقلانية وضعها الخالق في قلب الإنسان، فعندما خلقه كائنًا اجتماعيًا، منحه شعورًا يحثه على التضحية بنفسه من أجل عائلته ووطنه، الذي يعني عائلته الكبرى. ويضيف غيبونز أن حب الوطن يتجلّى في المواطن من خلال مراعاة القانون وحسن استخدام الحقوق السياسية، أما في أولئك الذين يحكمون مؤقتًا، فيظهر من خلال العدالة والنزاهة في إدارتهم. وهكذا يعيدنا مرة أخرى إلى موضوع العدالة والقيم السياسية وفلسفة الحق والواجب في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وضرورة التزام الطرفين بالعقد الاجتماعي الذي يربطهما، وبذلك نكون قد انتقلنا تلقائيا من الفكرة المجردة للوطنية إلى تجسيدها العملي من خلال أفعال المواطنة المستندة على العلاقة القانونية بين الفرد ومؤسسات الدولة.

وإن أردنا التلخيص جاز لنا أن نقول أن الوطنية في أصلها شعور غريزي يحمله المرء بين جنبيه، والمواطنة تصديق بالجوارح لذلك الشعور، ولا يمكن قياس الوطنية خارج المعيارين القانوني والأخلاقي اللذان يحكمان العلاقة بين أفراد الوطن الواحد فيما بينهم، وبينهم وبين مؤسسات الدولة، وكما هو واضح فإنّ هذا المفهوم مشوّش لدى عامّة الناس ممّن تلاعبت الدعاية الرسمية بعقولهم، ورسّخت في أذهانهم كثيرا من الخرافات والشعارات الفاسدة مثل إضفاء صفة الوطنية على المسؤولين السابقين في النظام وإطلاق وصف "الشخصيات الوطنية" عليهم، وهو وصف لم يعرفه علماء السياسة ودارسوها في أيّ مكان، ولعلّي لا أبالغ إن قلت أنّ الإعلام الموجّه ومحترفو السياسة في الجزائر انفردوا وحدهم بهذه البدعة الشنيعة التي نقضت مصطلح الشخصيات السياسية واستبدلته بوصف الشخصيات الوطنية في مخالفة فظيعة لأدبيات السياسة المتعارف عليها لدى كلّ الدارسين لهذا العلم. كما أنّ التأصيل الذي قدّمه الكاهن الكاثوليكي يضرب في القلب دعاية الكهنة الجدد من روّاد صحافة التزلّف والمختصّين في المزايدات، أعني تلك الطائفة التي تحاول إيهام الجماهير بأنّ من أصول الوطنية موافقة السلطة على كلّ ما تقوم به داخليا وخارجيا.

لن نغادر أمريكا، لكن هذه المرة سنخرج من الكنيسة إلى مقر مجلّة "هابرز ماغازين" مع مديرها الكاتب لويس لابام، لنرى كيف تكون الوطنية الحقّة بمفهوم المجتمع الذي ولدت فيه، فنحن في جميع الأحوال نناقش مصطلحا ولد في الديمقراطية الغربية، استوردناه من الليبراليين مباشرة لكنّنا –لسوء حظّ شعوبنا- قمنا بتهجينه وحقنه بسموم الاستبداد، ولو تركناه على حاله من دون تعديل لحقّ لنا أن نتغنّى به كما نتغنّى بالسلاح الروسي والطيران الصّيني والتقنية الأمريكية. وبما أنّ الحال كذلك فإنّه يقع علينا على الأقل واجب إعادة ضبطه طبقا لتعريفات أصحابه من جديد. وهنا تأتي الحاجة إلى الاستدلال بلويس لابام في مقال نشره بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تحت عنوان "نوعان من الوطنية"؛ يرى لابام بأن ما حدث في نيويورك في ذلك التاريخ كان ينبغي أن يدفع الأمريكيين إلى حوار داخلي معمق حول أسباب الفشل الأمني، وأن يكون على رأس أولوياتهم دفع الرئيس جورج بوش إلى التفكير في الاستقالة أو على الأقل عرضها على الكونغرس ليتصرف فيها وهذا ما لم يحدث، ويقول أنّ الاختراق الأمني الذي يرمز إليه ضرب مركز التجارة العالمي كان ينبغي أن يحرك كل المجتمع الأمريكي، وهو ما لم يحدث كذلك، بل على العكس روّج الإعلام سردية البيت الأبيض ورؤيته فسادت في شوارع الولايات المتحدة ما يسميه لابام الوطنية الرخيصة cheap patriotism ، التي تظهر في الاعتداء على أي عربي أو مسلم يمشي في الشارع واتهامه بالإرهاب ورفع العلم الأمريكي بمناسبة ومن دون مناسبة وترديد الشعارات الوطنية. وكأن الكاتب يصف قبل 20 سنة حال دولة من دولنا في مثل هذه الأيّام!

حسب لويس لابام تقوم الوطنية الرخيصة على الانفعالات والشعارات الفارغة، وتُستخدم لتبرير الحروب مثل غزو أفغانستان والعراق، وقمع الحريات بداعي المصلحة الوطنية، وتُختزل في رفع الأعلام والرايات، وتكرار الهتافات والشعارات الوطنية من دون وعي، وتمجيد السلطة الحاكمة من دون مساءلة ولا محاسبة. وهذا النوع من الوطنية لا يتطلب معرفة بالتاريخ أو التزاما بالقيم الديمقراطية، ويستعمل كأداة دعائية للتستر على الفشل السياسي أو لتبرير العنف ضدّ أفراد المجتمع. ولا يبدو أنّ هناك حاجة للتّدليل على ذلك وضرب الأمثلة لأنّنا نرى تجّار الوطنية الرخيصة في كلّ الدكاكين الإعلامية يوميا، حتّى أنّ أكثر أولئك التجّار تمسّكا بشعارات الوطنية غالبا ما تنبئنا الأحداث عن فسادهم ولصوصيتهم وأحيانا خيانتهم للوطن بعد أن يزول حكمهم وينكشف ما كان مستترا خلف البدلات وربطات العنق والصور التي يحرصون على التقاطها بجانب العلم الوطني!

في المقابل، يطرح لابام مفهوم الوطنية الصادقة أو المسؤولة True or Thoughtful Patriotism  التي تقوم على النقد الذاتي والدفاع عن المبادئ الدستورية، وتعني الولاء للفكرة الأمريكية -في السياق الذي يتحدث فيه- وليس الولاء للحكومة أو الجيش بشكل أعمى. وهذا النوع من الوطنية يتطلب الشجاعة الأخلاقية لمحاسبة الدولة عندما تنحرف عن قيم العدالة والحرية، ويرتكز على المعرفة بالتاريخ والقدرة على تمييز متى يكون الوقوف ضد الدولة فعلاً وطنيًا بحد ذاته.

الوطنية المسؤولة تتطلب من المواطن أن يكون ناقدًا، لا تابعًا، أن يطالب بالعدالة ويعمل من أجل تحقيقها لا أن يصفق للسلطة ويمدح سياساتها، وأن يلتزم بالمبادئ الدستورية لا أن يتبع الأوامر دون تفكير. ويشير لابام إلى أن الوطنية الصادقة أبعد ما تكون عن الشعارات والمظاهر السطحية، إذ أنّها التزام عميق بالقيم الديمقراطية والحرية والمساءلة، ويشجع الأفراد على أن يكونوا على استعداد لمساءلة حكومتهم والدفاع عن المبادئ الأساسية، وألا يتردّدوا في القيام بذلك حتى لو تطلب الأمر الوقوف في وجه الضغوط الاجتماعية والسياسية. ويضيف الكاتب ملاحظة مهمّة في هذا الخصوص حين يقول أنّ الديمقراطية لا تحمي نفسها، والمواطن الوطني هو من يشارك بفاعلية في حمايتها وليس من يسلم أمره للسلطة، وهذه عبارة فاضحة لتجار الوطنية الرخيصة لأنّها تنزع عنهم صفة الوطنية المسؤولة التي يحاولون مصادرتها من خصومهم واحتكارها لأنفسهم.

من جهة أخرى، يشير عالم السياسة الأمريكي روبرت مايكلزإلى أنّ الأقليات الحاكمة تسعى باستمرار إلى إيهام الجماهير بضرورة تحقيق الوحدة الداخلية والاستقرار حتى يمكن مواجهة ما يتهدد المجتمع من أخطار خارجية، وطبقا لهذه الإيديولوجية تنظر الأقلية الحاكمة إلى أية معارضة بوصفها عنصرا تخريبيا يفيد منه الأعداء. انطلاقا من هذه السّردية تعمل السلطة الحاكمة في النظم المستبدّة على ترويج دعاية تربط المعارضة بالخيانة وتجعل من تأييد سياسات الحكومة ركنًا من أركان الوطنية، بتلك الكيفية يتمّ تقسيم الأفراد إلى وطنيين يمجّدون النظام وخونة يقفون ضدّه، وتختفي كلّ سلوكات المواطنة من القاموس لتفسح المجال أمام المتزلّفين والمبرّرين للاستبداد لأخذ أماكنهم في الصفوف الأولى في طابور النفعية والتربّح بالتصفيق والشعارات.

ولا يتوقّف خطر الوطنية الرخيصة عند تصنيف الأفراد وتشويههم بداعي الخيانة بل يتعدّى في بعض الأحيان الدعاية ليصبح سلوكا مؤسسيا وقناعة يتبنّاها الموظّفون في الهيئات التنفيذية والقضائية والأمنية من دون تفكير ويحدّد طرق تعاملهم مع المعارضين، وحينذاك ينمو الفكر الأحادي ويرتفع مستوى القمع والوصاية في اتّجاه واحد يكرّس الاستبداد ويقود الدولة مهما كانت قويّة إلى الفساد والانهيار.

إنّ الوطنية الرخيصة ليست مجرّد اتّجاه دعائي يستهدف تحصين السلطة ضدّ النّقد وردع المخالفين بالأدوات الإعلامية، إنّما تشكّل رافعة لتسيّد الظلم وتسلّط المفسدين على رقاب الشعوب، وهي مرض فتّاك يصيب في البداية الأقلّية الحاكمة ثمّ ينتقل بسرعة إلى القواعد الشعبية تمهيدا لتدمير كيان الدولة وبثّ الفرقة بين فئات المجتمع وفق التصنيفات والقوالب المعدّة مسبقاَ، وليس هناك علاج لهذا الدّاء أجدى من تبنّي الروح النّقدية وتحدّي الدعاية الموجّهة بمسؤولية وإنصاف وتحفيز النّقد لينتشر أفقياً على المستوى الشّعبي قبل أن تتحوّل الدعاية إلى قناعات مؤسّسية تأتي على ما تبقّى من قيم الحرّية والمسؤولية من القواعد.

 

18 تعليقات
سعيد حديبي
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
هل يمكن أن نقول أننا في عصر ازدهار الوطنية الرخيصة؟
↪ الرد
سميرة خ
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
انتهى مقالك إلى تصديق حديث حذيفة بن اليمان رض الله عنه في سنن الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ))
↪ الرد
فيصل عثمان
١٠ مايو ٢٠٢٥
صلى الله عليه وسلم هو كذلك
مختار دباشي
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
الوطنية الحقيقية تقوم على العمل، التضحية، والبناء ، بينما الوطنية الرخيصة تقوم على *الشعارات، الاستغلال، والمبالغات، حب الوطن ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو *ممارسات يومية* تسهم في تطوير المجتمع وحماية مصالحه. أما في زريبة سايكس بيكو السلطة وجنودها من التكتكجية رسخوا مفهوم (الوطنية الموسمية) حتى أضحى الجميع يبيع الوطنية الرخيصة.
↪ الرد
فيصل عثمان
١٠ مايو ٢٠٢٥
تجارة الوطنية الرخيصة تزدهر في المجتمعات التي يسود فيها الجهل والفذلكة معا
اميرة مصطفاوي
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
نحن نعيشها حرفيا
↪ الرد
فيصل عثمان
١٠ مايو ٢٠٢٥
ما الحل للتخلص منها برأيك؟
حسام الدين
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
التاريخ يعيد نفسه و العجلة هي نفسها يعاد تدويرها في كل فترة زمنية بعد إنقضاء سابقتها لكن للأسف لم نتعلم شيء.
↪ الرد
فيصل عثمان
١٠ مايو ٢٠٢٥
لن نتعلم مادمنا لا نرتكز على الوعي وتجرفنا العواطف
aichaasekkiou@gmail.com
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
جزاك الله خيرا ...
↪ الرد
زارب عبد النور
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
بالفعل مفهوم الوطنية والمواطنة يلعب دورا محوريا في حركة الأمم، وإذ نحن في بلد تعم فيه الضبابية والسرية، لا يجد المرء العامي لموكبة المستجدات، سوى آلة إعلامية موجهة أشبه ما يكون عملها بغسيل الأدمغة، شعارها مات الملك عاش الملك، وأمام المفارقات الكبيرة التي يعيشها المواطن بين الإعلام والواقع، تجد السلطة دوما قرابين صغيرة تقدمها لإرضائه وإقناعه أنها أبعد ما يكون عن التقصير، بل تلعب حتى دور الضحية أما اللوبيات والصراعات والتهديدات لكسب التعاطف، وصناعة ظرف طارئ يستدعي الحذر والتجند، أمام هذا الوضع تكون الوطنية الرخيصة حكرا على فئة قليلة متزلفة تقتات على مائدة السلطة الحاكمة، أما وطنية العوام والأغلبية فأقرب أن تكون وطنية الأمر الواقع أو الحتمية، والتي سريعا ما يتخلص منها من وجد منها مخرجا.
↪ الرد
محمد طبال
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
جهل الشعوب وركونها للعاطفة بدل إعمال العقل بالتفكير والنقد ، هو الذي يغذي الوطنية الرخيصة.
↪ الرد
بن حمودة
  ١٠ مايو ٢٠٢٥
من أعجب ما سمعت عن الوطنية هو نفيها عمن غادر الوطن لسبب أو آخر
↪ الرد
فاروق
  ١١ مايو ٢٠٢٥
الوطن هو الأم ، الوطنية هي الشعور الصادق بالانتماء ، الجنسية هي دليل الانتماء ، المواطنة هي السلوك الدال على صدق الشعور بالانتماء .. ما كل كل من قال نعم بار بأمّه ، ولا كل ما قال لا عاقٌ بها وما كل ذي ابن رحم ابن حرام ، ولا كل معلوم نسبٍ أصيلُ سلمت أناملك أستاذ فيصل
↪ الرد
أيمن جواد
  ١١ مايو ٢٠٢٥
أظن أن لدي مشكلا كبيرا في تعريف الوطنية هنا قبل الوطنية الرخيصة. بتعريف شاعري قالوا ان الوطن هو المكان الذي تنتهي فيه محاولاتك للهروب، وبمفهوم قرآني يقول الله مخاطبا سيدنا نوح الحزين على ابنه: انه ليس من أهلك.. وبتعريف الشنفرى أقيموا بني أمي صدور مطيكم فاني الى قوم سواكم لأميل، كيف يصبح الفرد مواطنا ماهي معايير الانتماء الى مكان ما وما الذي يدفع الانسان الى أن يدافع عن شيء لم يجد منه حتى الخبز الحافي هذا مع معرفة ان الوطنية الرخيصة مصطلح ظهر في مواطنين ينتمون الى دولة هي الاعظم في القرن الاخير في كل المعايير الحياتية، ما محلنا نحن أصلا من الاعراب لنفرح حتى بمصطلح شخصية وطنية مع توقيع الخرابة أسفلها. على ما أظن كان الانسان اذا وجد نفسه بأرض ذل رحل عاش وانتمى وبنى في أرض أخرى ولم يحمل من الاولى الا الكنية. فأجدني أحن الى وقت أجدادنا قبل ظهور هاته الاسلاك الشائكة التي تحبسنا، في اجبارك على تحمل مالا يتحمل من قوم بتراكمات تاريخية لن ينهيها الا فتح جديد ينفض الحقائق الثابتة التي جذرها تتبابع الاحداث التاريخية نفضا ويغيرها. وفوقها يزايدون بالعدم أي جنون هذا وأي عدم.
↪ الرد
الشيخ بوعمامة
  ١١ مايو ٢٠٢٥
مقالات في القمة، أود أن أشير إلى ضرورة دعم المحتوى والانتاج الفكري الذي ينصر دين الله ومشاركة المقالات والفيديوهات للدعاية والسياسيين النزهاء. الأستاذ ممدوح الشيخ يقدم مادة دسمة حول الإنتاج الفكري الغربي.
↪ الرد
خليل رحماني
  ١١ مايو ٢٠٢٥
مقال قيم جداً، ما استفدته منه هو الجانب المفاهيمي التأصيلي مع جانب آخر؛ هو إسقاطاته عند أنظمة الحكم الفاشلة، هذا الإسقاط هو قاعدة عامة، فحين تلامسُ الأنظمةُ المستبدة أية أيديولوجية أو مفهوم فإنها تحوّره بشيطانية متقنة، و ليس ذلك عجيبا و حكرا على الأنظمة المستبدة فحسب و إنما هي عائدة للطبيعة المرَضيّة (الباثولوجية) في الجهاز المفاهيمي للمجموعة إياها تقضي بقراءة المفهوم ذاتياً لا بنيوياً من داخل منظومته الأصيلة، حدث ذلك حتى مع الوحي من اختلاق مفاهيم الجبرية أو القراءة الخوارجية قديما و المداخلية حديثا و هو ما دفعني لأقول " أنه قد يحكمُ الشيطانُ بالقرآن".. و لذلك، فإن أثمن ما جاء في مقالك هو خاتمته التي تدعوا إلى إعلاء صوت النقد الموضوعي و ألا يستهين المثقف بفكرته التي يحبسها و التي عوض أن يطرحها فكرةً في لباسها المنطقي المحترم المهيب فإنه يؤثر أن يُلبسها لباس التذمر (في منشور أو تعبير عامي) من دون أن يكون لها أثرها الحقيقي الممتد فاعلية و زمانا و مكانا .. التأسيس للنقد المنفرد كفيل على ضعفه بأن يؤسس لجهاز مضاد بإمكانه أن يضعضع أجهزة الأنظمة المستبدة الموجهة للإستغفال و الاستغباء و خطاب الشعبوية.. كل التحية..
↪ الرد
مراد منصوري
  ١١ مايو ٢٠٢٥
بارك الله فيكم هذا ما يسمى بالوعي المحرم جزاكم الله خيرا
↪ الرد
توفيق
  ١١ مايو ٢٠٢٥
وماأكثرهم في بلدنا، ولدوا منهم في حقبة سابقة ، فهم كثير ،حتى النظام إزدراهم في انتخاباته الأخيرة ، وأظن أن صوتهم سيخفوا، عاجلا غير آجل .
↪ الرد
فطومة الوردة
  ١٢ مايو ٢٠٢٥
القبض على فحوى وضلال الموضوع بقوة... انها الزحزحة...زحزحة المترسخ من تكلسات طبقات الجهل والادلجة. شكراااااا جزيلاااااااا لقلمك استاذ حقا جولة مفيدة جداااا بلعقل ودعوته العادة الرسالة.
↪ الرد
فطومة الوردة
  ١٢ مايو ٢٠٢٥
القبض على فحوى وضلال الموضوع بقوة... انها الزحزحة...زحزحة المترسخ من تكلسات طبقات الجهل والادلجة. شكراااااا جزيلاااااااا لقلمك استاذ حقا جولة مفيدة جداااا بلعقل ودعوته لاعادة الرسكلة.
↪ الرد
أبو ماهر
  ١٣ مايو ٢٠٢٥
ما أكثر الوطنجية في بلادنا العربية والله المستعان
↪ الرد
اترك تعليق